تلعب التغذية دوراً محورياً في تحسين أداء الرياضيين وتسريع عملية الاستشفاء العضلي بعد التمرين. ويُعتبر البروتين والكربوهيدرات من العناصر الأساسية التي يحتاجها الجسم قبل وأثناء وبعد النشاط البدني. فالبروتين يساعد في بناء وإصلاح الألياف العضلية، بينما الكربوهيدرات توفر الطاقة اللازمة لأداء التمارين بكفاءة. في هذا المقال سنستعرض أفضل المصادر الطبيعية لهذين العنصرين، وكيف يمكن للرياضي الاستفادة منهما لتحقيق أفضل النتائج.
أولاً: أهمية البروتين والكربوهيدرات في النظام الغذائي الرياضي
- البروتين: عنصر أساسي لإصلاح العضلات المتضررة خلال التمارين، وتحفيز نمو الكتلة العضلية، كما يساهم في الحفاظ على الشعور بالشبع لفترة أطول.
- الكربوهيدرات: المصدر الرئيسي للطاقة السريعة التي يحتاجها الجسم أثناء الجهد البدني، كما أنها تعيد ملء مخازن الجليكوجين في العضلات بعد التمرين وتمنع التعب والإرهاق.
التوازن بين البروتين والكربوهيدرات ضروري لتحقيق الأداء الرياضي الأمثل، حيث أن الاعتماد على أحدهما دون الآخر يحد من النتائج المرجوة.
أفضل مصادر البروتين قبل وبعد النشاط البدني
قبل التمرين
يفضل أن يتناول الرياضي بروتيناً خفيفاً وسهل الهضم قبل التمرين بساعتين تقريباً حتى يتوفر للجسم ما يكفي من الأحماض الأمينية دون أن يثقل المعدة. ومن أبرز المصادر:
- الزبادي اليوناني قليل الدسم: غني بالبروتين وسهل الامتصاص، ويمكن إضافة الفواكه له لمزيد من الطاقة.
- بياض البيض: خيار خفيف يمنح بروتيناً نقياً دون دهون.
- بروتين مصل الحليب (Whey Protein): خيار سريع الامتصاص خصوصاً للرياضيين الذين لا يملكون وقتاً كافياً لتناول وجبة متكاملة.
بعد التمرين
بعد النشاط البدني، يحتاج الجسم إلى بروتين عالي الجودة لإصلاح الأنسجة العضلية وبنائها. ومن أهم المصادر:
- صدور الدجاج أو الديك الرومي: قليلة الدهون وغنية بالبروتين.
- السمك (مثل السلمون والتونة): يوفر بروتيناً وأحماض أوميغا 3 التي تقلل من الالتهابات العضلية.
- العدس والفاصولياء: مصادر نباتية ممتازة خاصة للنباتيين.
- البيض الكامل: يحتوي على بروتين متكامل مع دهون صحية مفيدة.
- الجبن القريش: غني بالكازين الذي يمد الجسم بالبروتين ببطء، مناسب كوجبة مسائية بعد التمرين.
أفضل مصادر الكربوهيدرات قبل وبعد النشاط البدني

قبل التمرين
الهدف من تناول الكربوهيدرات قبل التمرين هو توفير طاقة ثابتة ومستدامة. ومن أبرز المصادر:
- الشوفان: غني بالألياف ويمنح طاقة تدريجية تدوم لساعات.
- الأرز البني أو الكينوا: كربوهيدرات معقدة مثالية للأداء الطويل.
- الموز والتفاح: مصدر للكربوهيدرات البسيطة سهل الهضم، مناسب كوجبة خفيفة.
- خبز الحبوب الكاملة: يمنح طاقة متوازنة ولا يرفع مستوى السكر بسرعة.
بعد التمرين
بعد النشاط البدني، يحتاج الجسم إلى كربوهيدرات سريعة لإعادة ملء الطاقة المستهلكة. من أفضل الخيارات:
- الأرز الأبيض أو البطاطس المسلوقة: سهلة الهضم وتعيد ملء الجليكوجين بسرعة.
- الفواكه الغنية بالسكريات الطبيعية مثل الأناناس والبطيخ والعنب: تساعد على امتصاص البروتين بشكل أفضل.
- الخبز الكامل مع العسل أو المربى الطبيعي: يجمع بين الكربوهيدرات السريعة والمعقدة.
- العصائر الطبيعية: خيار سريع لتعويض السوائل والطاقة في نفس الوقت.
توقيت تناول البروتين والكربوهيدرات
- قبل التمرين: يُفضل تناول وجبة متوازنة تحتوي على البروتين والكربوهيدرات قبل ساعتين تقريباً لضمان أفضل أداء.
- بعد التمرين: خلال أول 30-60 دقيقة بعد التمرين، يحتاج الجسم إلى مزيج من الكربوهيدرات السريعة والبروتين عالي الجودة لبدء عملية الاستشفاء العضلي.
- قبل النوم: تناول وجبة غنية ببروتين بطيء الامتصاص مثل الجبن القريش يساعد في دعم إصلاح العضلات خلال ساعات النوم.
مثال عملي لوجبات قبل وبعد التمرين
- قبل التمرين: شوفان بالحليب قليل الدسم مع شرائح موز وملعقة صغيرة من زبدة الفول السوداني.
- بعد التمرين: صدر دجاج مشوي مع أرز أبيض وخضار مطهية بالبخار، مع كوب من عصير البرتقال الطبيعي.
- وجبة خفيفة مسائية: جبن قريش مع شرائح خيار وطماطم لتوفير بروتين بطيء الامتصاص.
دور التوقيت في التغذية الرياضية
لا يقتصر الأمر على نوعية الأطعمة فقط، بل إن التوقيت يلعب دوراً كبيراً في فعالية التغذية الرياضية. تناول وجبة قبل التمرين بساعتين يمنح الجسم وقتاً كافياً للهضم وتوفير الطاقة، بينما تناول وجبة خفيفة غنية بالكربوهيدرات البسيطة قبل التمرين بنصف ساعة قد يُعطي دفعة سريعة للطاقة. بعد التمرين مباشرة، تكون العضلات في حالة “نافذة ابتنائية” حيث يكون امتصاص البروتين والكربوهيدرات أسرع وأكثر كفاءة. لذلك يُوصى بتناول وجبة تعويضية خلال أول ساعة بعد التمرين لتعظيم الاستشفاء العضلي.
الخلاصة
الرياضي الذي يهتم بتغذيته يضاعف من قدرته على الأداء والتحمل، ويُسرع عملية تعافي عضلاته بعد التمارين. البروتين والكربوهيدرات عنصران لا غنى عنهما، لكن اختيار المصادر الصحيحة والتوقيت المناسب لتناولها هو ما يصنع الفارق بين تعب دائم ونتائج رياضية ملموسة. التوازن، التنويع، والالتزام بالعادات الغذائية الصحية هي الركائز الأساسية لأي برنامج تدريبي ناجح.