هل تسبب كورونا الشيخوخة المبكرة ؟

كورونا و الشيخوخة المبكرة

“شيخوخة مبكرة”..دراسة تكشف تأثير جائحة كورونا على أدمغة المراهقين

ما زال الباحثون يقومون بعدة دراسات حول التبعات الصحية طويلة الأمد للإصابة بفيروس
كورونا المستجد ، و حسب هذه الأبحاث و الدراسات فقد تكون هناك علاقة بين الإصابة
بالفيروس و الشيخوخة المبكرة .

لقد تم مؤخرا نشر نتائج لدراسة جديدة و ذلك على بوابة (Medrxiv )الإلكترونية، حيث
بينت هذه الدراسة أن المتعافين من فيروس كورونا المستجد قد يكونون أكثر عرضة من
غيرهم للإصابة بالشيخوخة المبكرة.

1 .ما هو تأثير كورونا على الأعصاب ؟
لاحظ الباحثون خلال الشهور الماضية أن تأثير فيروس كورونا المستجد لا يؤثر بشكل رئيس
على الجهاز التنفسي فقط بل قد يطال تأثيره الجهاز العصبي كذلك ، فقد يحفز الفيروس
الإصابة بخلل طويل الأمد في الإدراك، ولكن لم يتمكن الباحثون بعد من تحديد الطريقة التي
يمكن للفيروس من خاللها إحداث التأثير المذكور آنفًا.

كما لوحظ أن فيروس كورونا قد يحدث خللا بشكل خاص في وظائف القشرة الحجاجية
الجبهية، والتي تلعب دورا هاما في تنظيم وظائف الإدراك، مع العلم أن الإصابة بالشيخوخة قد
تؤدي كذلك لتناقص في قدرة القشرة الحجاجية الجبهية على القيام بوظائفها المعتادة.

2 .ما هي تفاصيل هذه الدراسة ؟

قد يحدث فيروس كورونا المستجد تغييرات في الدماغ مشابهة لتلك التي قد تنشأ عند بدء
الشيخوخة، و قد قام الباحثون بالدراسة الآتية لمحاولة تحديد تأثير فيروس كورونا الدقيق في
هذا الصدد.

حيث قام الباحثون في هذه الدراسة بإجراء تحليل جيني معين على أدمغة اثنا عشر شخصا
تسبب فيروس كورونا المستجد في وفاتهم، ومقارنة نتائج هذه الاختبارات مع النتائج التي تم
الحصول عليها من إخضاع اثنا عشر شخصا غير مصاب بفيروس كورونا لذات الاختبارت.

و أفرزت النتائج التي عادت بها فحوصات اثنين من الأشخاص الذين شملتهم الدراسة ولم
يكونوا مصابين بالفيروس وكانت أعمارهم تتراوح ما بين 71-84 عاما، جاءت مماثلة لتلك
التي تم الحصول عليها من أدمغة الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا المستجد.

وعلى الرغم من وجود بعض التغييرات الدماغية لدى مرضى كورونا، إلا أنه لم يتم رصد
أي وجود للفيروس في منطقة القشرة الحجاجية الجبهية في الدماغ عند الوفاة، مما يعني أن
فيروس كورونا المستجد قد لا يحفز الشيخوخة المبكرة من خلال إحداث تغييرات في القشرة
الحجاجية الجبهية مباشرة، بل من خلال إحداث العديد من التغييرات على التعبيرات الجينية
في الجسم، وهذه التغييرات شبيهة بتلك التي قد تحفزها الشيخوخة.

و قد لاحظ الباحثون أيضا أن التغييرات الجينية المتعلقة بالشيخوخة والتي حفزها فيروس
كورونا المستجد كانت أكثر حدة بشكل خاص لدى اليافعين مقارنة بكبار السن.
مما جعل الباحثين يصلون إلى نتائج مفادها أن الحالات الحادة من فيروس كورونا المستجد قد
تؤدي للشيخوخة المبكرة، أي أن المتعافين من الحالات الحادة من كورونا قد يتم تركهم مع
تغييرات جينية يمكن أن تسرع من وتيرة إصابتهم بالشيخوخة.

لإغناء رصيدك المعرفي حول:فيروس كورونا و ذكاء المصابين